التلباني, أحمد محيي الدين. (2020). الأزمات الإقتصادية العالمية والآثار المتوقعة لأزمة فيروس کورونا المستجد 2020. مجلة جامعة الإسکندرية للعلوم الإدارية, 57(5), 1-50. doi: 10.21608/acj.2020.123385
أحمد محيي الدين التلباني. "الأزمات الإقتصادية العالمية والآثار المتوقعة لأزمة فيروس کورونا المستجد 2020". مجلة جامعة الإسکندرية للعلوم الإدارية, 57, 5, 2020, 1-50. doi: 10.21608/acj.2020.123385
التلباني, أحمد محيي الدين. (2020). 'الأزمات الإقتصادية العالمية والآثار المتوقعة لأزمة فيروس کورونا المستجد 2020', مجلة جامعة الإسکندرية للعلوم الإدارية, 57(5), pp. 1-50. doi: 10.21608/acj.2020.123385
التلباني, أحمد محيي الدين. الأزمات الإقتصادية العالمية والآثار المتوقعة لأزمة فيروس کورونا المستجد 2020. مجلة جامعة الإسکندرية للعلوم الإدارية, 2020; 57(5): 1-50. doi: 10.21608/acj.2020.123385
الأزمات الإقتصادية العالمية والآثار المتوقعة لأزمة فيروس کورونا المستجد 2020
قسم الدراسات الإقتصادية والعلوم السياسية جامعة الإسکندرية جمهورية مصر العربية
المستخلص
الأزمات جمع أزمة، وهي الإضطراب، وتُعرّف تبعاً لما تضاف إليه، فإذا قيل الأزمات الصحية، فالمراد هو إضطراب الحالة الصحية العالمية نتيجة لإنتشار وباء معين، وإذا قِيل الأزمة الاقتصادية، فالمراد بها إضطراب الحالة الاقتصادية أو إضطراب التوازن الاقتصادي. والأزمة الصحية يُعتبر مصطلح جديد يمکن إضافته إلي جُملة مصطلحاتنا التي نستخدمها في مجال الأزمات، ونعني به ما نزل علي العالم أجمع من نازلة فيروس کورونا. ورغم أن الأزمات التي إعتدنا عليها تَطَال عناصر الإنتاج المختلفة، إلا أن هذه النازلة تَطُول العنصر البشري ذاته، وهو العنصر الذي تُستخدم وتعمل لأجله کافة عناصر الإنتاج الأخري. ومما يجدر ذکره أنه مثلما ينشر فيروس کورونا المستجد المعاناة البشرية في کافة أنحاء العالم، فإنه ينشـر کذلک المعاناة الاقتصادية، فهو ليس فيروس مُعدٍ على المستوى الطبي فقط، ولکنه مُعدٍ علي المستوي الاقتصادي أيضاً. ولا عجب في أمثال هذه النازلة فقد وقعت في عهد الإمام المقريزي، فيما کان يتفشي وباء الطاعون في عصره، فما أشبه اليوم بالبارحه، لقد کان تفسير الإمام لهذا الوباء أن رده إلي الفساد والظلم الذي کان يتفشي في المجتمع، مع إيمانه المطلق بأن الأزمة من السنن الإلهية الربانية التي تتجلي من المولي عز وجل کعقوبات للبشر، وأن الله يرسلها کعقوبه سماوية. وتعتبر أزمة فيروس کورونا، أخطر أزمة صحية في التاريخ لما لها من وقع خطير علي الاقتصاد العالمي ومقوماتة المختلفة، وبصفة ٍ خاصة العنصر البشري، مما أثار الهلع والرعب بين کافة الأفراد وتعطلت عجلة الإنتاج طوعاً من قِبَل رجال الأعمال والحکومات، وذلک لأول مرة في التاريخ، مما أدخل الاقتصاد العالمي في حالة من التوقف والرکود، وأضحي لذلک آثاراً اقتصادية وخيمية عالمياً واقليمياً، فالأزمة الحالية متعددة الأبعاد، فقد أصابت بشکل مباشر عمليتيَّ العرض والطلب وسلاسل التوريد والإمداد العالمية، وتوقف نشاط التصنيع، وتراجعت مستويات الأجور، بالإضافة إلى تراجع ثقة المستهلکين، وارتفاع معدلات البطالة، وتزايد حالات عدم اليقين، وسيتعرض هذا البحث إلي الأزمة الصحية والأزمات الاقتصادية والمالية في الفکر الحديث، وتداعيات ذلک علي الاقتصاد العالمي والمصري.